قد ينقذك مراقبة تعبيرات الوجه لشخص ما من أن تقع ضحية للحيل والأكاذيب. كما أنه قد يساعدك على الوثوق بفطرتك وتوطيد علاقتك بشخص مثير للاهتمام قد تعرّفت عليه للتوّ. يتم اختيار أعضاء هيئة المحلفين بمساعدة اختبار كشف الكذب، كما تستخدمه الشرطة أثناء عملية استجواب المتهم. حتى القضاة يستخدمونه لتحديد من يجدر بهم الحكم لصالحه. لاستخدام هذه التقنية، عليك تعلم كيفية قراءة تعبيرات الوجه الدقيقة ولغة الجسد التي لا يلاحظها أغلب الناس. قليل من التدريب سيساعدك على تعلم هذه التقنيات المذهلة. للبدء، تابع ما يلي..
كشف علامات الكذب على الوجه والعينين
- تظهر هذه التعبيرات الدقيقة في هيئة شعور بالانزعاج، حيث يميل الحاجبان إلى التحرك صعودًا نحو منتصف الجبين، مما يؤدي إلى ظهور خطوط قصيرة على الجبهة.
- راقب حركة الجفنين لأي شخص. ستجد أنهما يميلان إلى الانغلاق أطول من المعتاد عند رؤية أو الاستماع إلى شيء لا يحبذه.ومع ذلك، فهذه التغيرات دقيقة للغاية، حتى أنك لن تستطيع ملاحظتها إلا في حالة وجود معرفة مسبقة بهذا الشخص وردود أفعاله في المواقف المختلفة، العادية والحرجة؛ فتكون المقارنة عادلة. لو لاحظت أن حركة يديه تعوقان رؤية عينيه، فهذا مؤشر آخر على محاولة إخفاء الحقيقة.
- كن حذرًا من التسرع في إصدار الأحكام على أحدهم بناءً على حركة عينيه وحدها. الدراسات العلمية الحديثة تشكك في مصداقية فكرة تحديد مدى صدق الأشخاص عن طريق الاكتفاء بمراقبة اتجاه نظراتهم.الكثير من العلماء يعتقدون أن حركة العين هي مؤشر فقير للغاية لتحرّي الحقيقة.
لا تعتمد على عملية حدوث التواصل البصري أو عدمه كمؤشر منفرد لكشف الكذب. على عكس الاعتقاد الشائع، الشخص الكاذب لا يتجنب دائمًا النظر في عينيّ محدثه.فعادةَ ما يقطع الناس تواصلهم البصري ويثبتوا نظرهم على شيء غير متحرك قد يساعدهم على التركيز والتذكر. قد يقوم الشخص الكاذب بالنظر مباشرة في عينيك أثناء الحديث بشكل متعمد لإيهامك أنه يقول الحقيقة.
- وفي الواقع ، فقد تبين أن بعض الكاذبين يميلون إلى زيادة معدل الاتصال البصري كرد على المحققين الذين غالبًا ما يعتمدون على الاتصال البصري كمصدر أساسي لكشف الكذب.بشكل أوضح، يتجنب الواحد منا الاتصال البصري حين تعرضه لموقف حرج أو سؤال غير مريح.
كشف الكذب عن طريق ملاحظة الردود اللفظية
- لو سألت أحدهم سؤالًا وأجاب عليه في الحال دون تفكير، هناك احتمالية لا بأس بها أنه يكذب. فهو إما راجع الإجابة في ذهنه عدة مرات، أو سارع بالجواب ليتخلص من التوتر.
- لاحظ أيضًا إغفال أوقات هامة، فقد يقول: “ذهبت للعمل في الخامسة صباحًا، وحين عدت للبيت في تمام الخامسة مساءً، وجدته قتيلًا”، في هذا المثال المختصر، نجد أن المتحدث قد أهمل فترة زمنية كاملة عمدًا.
- تكرار الكلمات التي استخدمتها أنت في الإجابة على أسئلتك.
- تكتيك المماطلة، مثل المطالبة بإعادة السؤال. بعض طرق المماطلة قد تتضمن التحجج بأن الأسئلة ليست بهذه البساطة لكي يتم الرد عليها بكلمات دقيقة كنعم أو لا.
- تجنُّب الكلام المختصر، حيث يقول الكاذب مثلًا: “أنا لم أفعل” بدلًا من: “لم أفعل.”
- التحدث بجمل مشوشة وغير مسموعة، بالإضافة إلى التوقف في منتصف الجمل.
- استعمال الفكاهة أو السخرية لتفادي الموضوع وتغييره.
- استخدام عبارات كـ: “في الحقيقة..”، “صراحةً..” أو “لقد تربيت على عدم الكذب”. هذه العبارات قد تكون مؤشرًا على الخداع.
-
انتبه لردود الأفعال تجاه أسئلتك. من يقول الحقيقة لا يحتاج إلى الكثير من الكلام للدفاع عن نفسه، أما من يقول الكذب، فنتيجة لإحساسه بالخطر، قد تجده يميل إلى الجانب العدائي أو الملتوي أو أي جانب آخر بدافع المماطلة.
- الشخص الصادق سيسترسل في إثبات كلامه بالتفاصيل لو لمح نبرة عدم ثقة بكلامك، لو كان الشخص مخادعًا، ستلاحظ تكراره لما أقرّ به بالفعل بدلًا من سرد تفاصيل إضافية.
- انتبه إلى الفارق الزمني بين السؤال والجواب. الإجابة الصادقة تأتي سريعًا من الذاكرة. يتطلب الكذب مراجعة سريعة لما قد تم التصريح به مسبقًا لغيرك حتى تتشابه الروايات. ولكن ضع في عين الاعتبار أن هناك بعض الحالات التي يحتاج فيها الشخص إلى الصمت قليلًا ليراجع الأحداث لا للكذب.لاحظ الجمل المكررة. هناك احتمال كبير أن الشخص يكذب عندما يكرر دائمًا نفس الجمل مرارًا وتكرارًا، فالكذب يدفع الشخص إلى محاولة تذكر جمل معينة إذا وجدها مقنعة أكثر من غيرها حين يتم إعادة استجوابه ليروي قصته ثانيةً.
- كن حذرًا جدًا من الأشخاص الذين يقاطعون كلامك بعبارات الإطراء والمدح، فهؤلاء يعرفون جيدًا أن الناس يحبون المجاملات ويستجيبون إليها، ما يمنحهم فرصة أكبر للتهرب من أسئلتك عبر المدح والإطراء.
كشف الكذب عن طريق مراقبة لغة الجسد
- على سبيل المثال: قد يقول أحد الأشخاص أنه قام بأمر ما، مثل: “قمت بتنظيف الأواني جيدًا” بينما يهز رأسه نفيًا ليكشف من خلال هذه الإيماءة أن الأواني قد مُسحت سريعًا ولكنها لم تُنظف جيدًا. مثل هذه الأخطاء العفوية، يمكن أن تكون أسهل طريقة لكشف الكذب، ما لم يكن الكاذب على علم بها بطبيعة الحال.
- لاحظ أيضًا أن الكاذب يتردد في الإيماء قبل أن يهز رأسه مؤكدًا جوابه، بينما نرى أن الشخص الصادق يميل أن يومئ مدعمًا إجابته أثناء قولها، أما حين يحاول أحدهم خداعك، ستلاحظ وقوع تأخير بين الإيماء والرد.
راقب درجة التماثل. عادةً ما يميل الإنسان إلى تقليد سلوك من يتفاعل معه، فهي طريقته في التناغم مع غيره وإظهار الاهتمام. ولكن حين يكذب المرء، تقل قدرته على الاندماج مع سلوك الطرف الآخر، نظرًا لانهماكه في محاولة خلق واقع غير حقيقي للمستمع. إليك بعض الأمثلة لمحاولات غير موفقة لخلق تناغم غير ناجح:
-
- الاستناد بعيدًا عنك. حين يكون الشخص واضحًا وغير مضطرًا لإخفاء أي شيء، يميل بجسده بقربك. على الجانب الآخر، يميل الكاذب إلى الاستناد بعيدًا عنك، كمؤشر لعدم رغبته في إكشاف معلومات أكثر من اللازم. الاستناد بعيدًا من الممكن أن يكون أيضًا دليلًا على عدم الاهتمام وعدم الراحة.
أثناء قول الحقيقة، تميل حركة الرأس وإيماءات الجسم إلى التماثل، كجزء من التفاعل بين المستمع والمتكلم. ستجد الشخص أثناء محاولاته لخداعك مخالفًا لما ذكرناه، لذا، فمن العلامات التي تشير إلى كون أحدهم كاذبًا، هي تنافر ردود الأفعال بينك وبينه، كما قد تلاحظ حركة اليد أو الرأس بعيدًا ناحية شخص آخر أو لأي ناحية أخرى.
- يميل الشخص الكاذب إلى تجنب حركة اليدين، التي يعتبرها الجميع رد فعل طبيعي أثناء المناقشة. كما يميل إلى إخفاء راحة يده، وتجنب الإشارة بالأصابع (تلامس أنامل اليد في شكل مثلثي أحيانًا ما يدل على التفكير بصوتٍ عالٍ).
- تفقد المفاصل. يميل الشخص الكاذب إلى المكوث بلا حراك، والتشبث بأي شيء، كأيدي الكرسي مثلًا، حتى يتحول لون مفاصله إلى الأبيض بسبب عدم تدفق الدم بها نتيجة لعدم الحركة.
- هناك بعض السلوكيات الشائعة لدى الكاذبين، مثل اللعب بالشعر أو تعديل ربطة العنق.
- احذر أمرين:
حيانًا ما يتصرف الشخص الكاذب بتكاسل أو لامبالاة عن عمد ليقنعك أنه يتصرف بارتياح.التململ والتثاؤب قد يكونان مؤشران لمحاولاته لتغطية خداعه.
ضع في عين الاعتبار أن ما ذُكر سابقًا من الممكن أن يكون علامة على الشعور بالتوتر وليس الخداع.
كشف الكذب عن طريق الاستجواب
- هل هذا الشخص مفرط في التوتر في المعتاد أم أنه متوتر في هذا الموقف بعينه؟
- هل هناك أي عامل ثقافي مؤثر على طريقة تصرف هذا الشخص؟ ربما يكون سلوك معين مثير للريبة في ثقافتك، ولكنه تصرف عاديّ في ثقافته.
- هل تحمل أي ضغية تجاه هذا الشخص؟ هل تريد في قرارة نفسك أن يكون الشخص كاذب؟ احترس من الوقوع في هذا المأزق.
- هل كذب هذا الشخص مسبقًا؟ بمعنى، هل لديه خبرة بالكذب؟
- هل هناك دافع حقيقي لكذبه؟ وهل لديك أنت سبب فعلي لتشك فيه؟
- هل أنت خبيرًا في كشف الكذب؟ هل أخذت بدليل او اثنين فقط دون النظر إلى السياق بأكمله؟
إذا كنت في الأصل مستمعًا جيدًا، فإنك ستتجنب مقاطعة الشخص، وهو ما سيعطيك فرصة للاستماع إلى القصة وفهمها كاملة. تدرب على عدم مقاطعة الأشخاص بينما يتحدثون إن كنت تميل إلى فعل ذلك أحيانًا. سوف يساعدك ذلك على أن تصبح مستمعًا أفضل في العموم، لا أن تكشف كذب محدثك فقط.