في هذه التحفة الفنية الرائعة من ألعاب الرعب، ستواجه الغوغاء القتلة والمخلوقات الغريبة بينما تشرع في بدء مهمة إنقاذ يقوم بها رجل واحد في عمق الريف الإسباني.
بعد مرور 11 عام على إطلاق لعبة Resident Evil 4 التي تعد أحد الشعل المضيئة في تاريخ “كابكوم” واللعبة التي وضعت قواعد ألعاب الرعب والبقاء بالشكل الذي نعرفه حاليا، قررت الشركة اليابانية إعادة إطلاق العنوان مجددا على أجهزة الجيل الحالي في شكل إصدارة محسنة تعيد لأذهان اللاعبين أحداث مغامرة Leon S. Kennedy المحفوفة بالمخاطر في سبيل إنقاذ أبنة الرئيس الإميركي وإعادتها سالمة لعائلتها.
تعد Resident Evil 4 أحد أبرز ألعاب الرعب من المنظور الثالث في الجيل قبل الماضي، وليس من المستغرب توقف الزمن ببعض محبي السلسلة عند هذا الجزء بعد النهج الغريب الذي اتبعته اللعبة في الإصدارات التالية والإتجاه للأكشن بشكل واضح وصريح دون الإنصات لآراء اللاعبين، ولذلك كانت عودة اللعبة في شكل نسخة ريماستر للجيل الحالي فرصة مغرية للعديد من المستخدمين لإستعادة ذكريات الماضي بشكل سريع ومعرفة ما إذا كان اسلوب اللعب والمستوى الرسومي الذي مر عليه أكثر من عقد كامل من الزمان مازال قادرا على الصمود في وجه التحديات التقنية الأخيرة أم لا.
تبدأ القصة بمقدمة موجزة توضح لنا الأزمات التي حدثت في الفترة الأخيرة والتي ترتب عليها سفر Leon Kennedy في مهمة لأحدى المناطق المجهورة في إسبانيا بهدف العثور على Ashley Graham أو أي دليل يقوده لمكان تواجدها، ولكن سرعان ما يلاحظ “ليون” أن السكون التام الذي يسيطر على المنطقة ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، ليفاجيء بأن كل سكان المنطقة تقريبا أصيبوا بالعدوى وتحولوا الى مسوخ تفتك بأي بشري يقع في مرمى بصرهم، ومن هنا ينطلق في مغامرة لا تتوقف وصراعات لا تنتهي مع أكلي لحوم البشر أملا أن يصل لمبتغها في النهاية مع لحظات درامية من فترة للاخرى تجذب إنتباه اللاعب لما يحدث حوله وتبقيه متابعا للأحداث بإستمرار.
في الدقائق الاولى لتجربة العنوان، لم أشعر بالفارق الزمني الكبير بين النسخة المحسنة واللعبة الأصلية في ظل وجود مستوى رسومي جيد إلى حد ما يظهر تفاصيل المنطقة الريفية بشكل واضح، فالجزء الأكبر من عملية تطوير اللعبة ركزت على الرسوم على ما يبدو، فاللعبة لا تبدو كأنها إصدارة مخصصة للجيل الحالي، ولكن في نفس الوقت لا تشعر اللاعب أنها صدرت بالأسواق منذ أكثر من 11 عام سواء من خلال تباين الألوان و نماذج الشخصيات الجيدة ومستوى الإضاءة الذي شهد تطورات كبيرة هو الأخر.
نالت اللعبة إعجابي على المستوى التقني، ولكن بمجرد أن بدأت الغامرة وتوغلت في الأحداث لبعض الوقت ظهر الفارق الزمني بوضوح في كاميرا التصوير واسلوب التحكم الذي يجعل إصابة الأعداء بشكل فعال وبسرعة أمر شبه مستحيل كما لو أن “ليون” تعرض لإصابة بالغة منعته من التحرك بشكل صحيح أو فقد بصره الحاد وقرر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مقارنة اللعبة بأي لعبة رعب أو بقاء صدرت في الجيل الحالي أو الماضي هو أمر ظالم بكل تأكيد، فالمقارنة شبه معدومة في تلك الجزئية، ورغم أن المستوى الرسومي قد يكون عائقا للبعض لتجربة بعض الألعاب القديمة، إلا أن هنا تبدل الحال واصبح نظام التحكم غير فعال بدرجة كبيرة ولا يلائم الطفرة التقنية التي تشهدها الصناعة في تلك الجزئية مؤخرا، فما بالك بكونها لعبة من “كابكوم” في الأساس عانى اللاعبون من نظام تحكمها وقت إطلاقها قبل عقد مضى؟!
مازالت Resident Evil 4 تحافظ على لحظاتها الأبرز طوال عمر القصة كما هي وتوفر شعور مميز ما بين الإثارة والرعب حتى وأن مرت فترة زمنية كبيرة، مازال الرعب يتسلل الى قلبي في كل مرة اواجه فيها وحش البحيرة أو أتجول وحيدا في منطقة تعلوها صيحات اكلي لحوم البشر، ناهيك عن المطاردات التي كادت أن تصيبني بأزمة قلبية بسب بتتابع الأحداث ووجود عدد ضخم من الأعداء في أثرى كمهمة تحرير “آشلي” والهروب بها من مكان إحتجازها.
أسلوب التحكم ليس النقطة الواحدة التى عفى عليه االزمن، بل كذلك أصوات اللعبة، فبالرغم من كونها تسعاد في زيادة التوتر والشعور بالخوف في بعض الأوقات، إلا أنها فعلت ذلك الأمر بطريقة مزعجة للغاية كادت أن تصيبني بالصم في بعض الأوقات.
في النهاية لا يسعنى القول سوى أن Resident Evil 4 مازالت تحافظ على مظهرها المميز رغم كل تلك الفترة الزمنية، وتعد تجربة جيدة لكل من لم تسنح له فرصة تجربتها وقت إطلاقها في عام 2005 ويرغب بخوض المغامرة على Xbox One وPS4 إذا تمكن من السيطرة على غضبه بسبب أسلوب التحكم القديم والأصوات المزعجة، ولكن على الجانب الأخر لا أتوقع أن ينتظر اللعبة أي شخص من لاعبي الحاسب في ظل وجود مودات وتعديلات لا أخر لها ولا أول صدرت للعبة طوال العقد الماضي وحسنت من أدائها بشكل رائع ربما أفضل من الريماستر نفسه.